أفاد مسؤولٌ سابق بالأونروا أن استهداف الأونروا هو إشارة إلى سعي الاحتلال الصهيوني لمحو وجود الشعب الفلسطيني وتاريخه.

قال مسؤول كبير سابق في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الهجمات الصهيونية التي تستهدف الوكالة جزء من خطة لمحو وجود الشعب الفلسطيني وتاريخه.

وقال الهولندي "ليكس تاكينبرغ"، الذي شغل مناصب عليا مختلفة بالوكالة طوال 31 عاما: "إن استهداف دولة الاحتلال للأونروا هو جزء من خطة لتدمير الشعب الفلسطيني ومؤسساته ونظامه التعليمي وتاريخه بصورة منهجية".

ففي عام 1949 أُسّست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس: الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.

وذكر "تاكينبرغ" أن علاقة دولة الاحتلال بالأونروا كانت مشحونة بالمشكلات منذ عام 1967 حين احتلت دولة الاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال: "إن دولة الاحتلال أرادت أن تستمر الأونروا في تقديم الخدمات للفلسطينيين لأنها تعلم أنه سيكون عليها تقديم الخدمات بنفسها باعتبارها القوة المحتلة".

وشدد على أن اتهامات دولة الاحتلال لموظفي الأونروا ليست جديدة، وأن الأزمة الأولى بدأت بادعاء وجود عناصر معادية للسامية في الكتب المدرسية المصرية والأردنية المستخدمة في مدارس الأونروا.

وأوضح أنه خلال السنوات التي عمل فيها في الوكالة -10 منها في غزة- زعمت دولة الاحتلال أن موظفي الأونروا في غزة والضفة الغربية متورطون في أعمال إرهابية.

وأشار إلى أن أحزاب اليمين المتطرف والسياسيين في الحكومة الصهيونية الحالية يوجهون الهجمات ضد الأونروا.

وقال: "إن (رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين) نتنياهو لا يستطيع أن يقول: لا لهذه الجماعات، لأن عليه حماية ائتلافه".

ولفت إلى أن الهجمات الصهيونية على الوكالة تصاعدت بعد تولّي الحكومة الجديدة مهامها وعقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضاف: "في اليوم الذي أعلنت فيه محكمة العدل الدولية قرارها المؤقت الأول في قضية الإبادة الجماعية، زعمت دولة الاحتلال أن بعضا من موظفي الأونروا متورطون في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول".

وكان "تاكينبرغ" قد ألف كتاب "اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي" مع المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين "فرانشيسكا ألبانيز".

وأكد أن السياسيين اليمينيين المتطرفين في دولة الاحتلال يرون الأونروا "تجسيدا لمسؤولية المجتمع الدولي المستمرة تجاه القضية الفلسطينية".

وقال: "نرى بوضوح مع الإبادة الجماعية في غزة أن دولة الاحتلال تسعى لمحو الشعب الفلسطيني وتاريخه وأرشيفه ومؤسساته وأنظمته التعليمية وجامعاته".

وفي إشارة إلى أهمية الأونروا التي يعمل لديها 30 ألف موظف في المنطقة، أضاف "تاكينبرغ" أن الأونروا مزود خدمات عامة كبير يوفر التعليم والخدمات الصحية والخدمات الاجتماعية والتمويل الصغير ودعم الإسكان، وخلال فترات الصراع، تتحول مدارسها إلى ملاجئ.

ولفت إلى أنها العمود الفقري للنظام الإنساني الذي يعمل على مساعدة الناجين على البقاء.

وذكر أن أوروبا تشعر بالقلق من أنه إذا انهارت الأونروا، فقد تواجه أزمة لاجئين جديدة كما حدث في عام 2015، بوجود مئات الآلاف من الفلسطينيين في مصر ولبنان وسوريا.

وقال المسؤول الهولندي في الوكالة: "إن الأونروا هي أيضا رمز لحقوق اللاجئين الفلسطينيين التي لم تُعطَ لهم والتي يقع حق العودة في جوهرها، وكذلك حق تقرير المصير، وحق التعويض".

وذكر أن الأونروا لها أهمية كبيرة لمجتمع اللاجئين والشعب الفلسطيني بشكل عام.

وشدد "تاكينبرغ" على أن دولة الاحتلال انتهكت اتفاقية الإبادة الجماعية والقرارات المؤقتة لمحكمة العدل الدولية بجعل أنشطة الأونروا مستحيلة.

وأشار إلى أن الأونروا طلبت من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن حماية سلطة الوكالة وموظفيها وعملياتها من الهجمات الصهيونية.

وأكد أن دولة الاحتلال لا تستهدف الأونروا فحسب، بل تستهدف جميع مؤسسات الأمم المتحدة.

وبدعم أميركي ترتكب دولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت نحو 147 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

ووسط حرب إبادة جماعية تشنها على غزة، أعلنت دولة الاحتلال في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أنها أبلغت الأمم المتحدة بإلغاء الاتفاقية الخاصة بعمل الأونروا، وذلك يعني حظر أنشطتها، في حال بدء سريان القرار خلال 3 أشهر.  (İLKHA)